التنمية الريفية

مشروع تنمية قرى ضفاف النيل.. رؤية جديدة للصعيد

بدأ الهلال الأحمر المصري منذ عام 1993 مشروع تنمية قرى ضفاف النيل لتحسين مستوى الحياة في أعداد من قرى صعيد مصر، ونجح بعد مرور ما يزيد عن خمسة عشرة عاماً في تحقيق التنمية البيئية والاجتماعية لـ124 قرية في محافظات: الجيزة، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، وأسوان.

ولإنجاز هذا المشروع بالشكل اللائق تبنى الهلال عدة محاور أساسية هي: إحداث عمليات تنمية شاملة ومستدامة للقرى الأقل حظاً في التنمية بمحافظات صعيد مصر، وإيجاد مفهوم جديد للتنمية يعتمد على المشاركة المجتمعية الإيجابية والفعالة، وتطوير إمكانات الاعتماد على الذات مع الحفاظ على الإمكانات القائمة وزيادة فائدتها لتعظيم الاستفادة منها، والحرص على التوازن بين الإنسان والبيئة.

وقد روعي تخطيط المشروع بأسلوب علمي سليم بدءًا من مرحلة الدراسة الفعلية لمشكلات القرى واحتياجاتها من خلال الزيارات الميدانية، والاجتماع مع الأهالي والمسئولين التنفيذيين، وعمل استبيان، وإجراء مسح فعلي لحالة القرى للوصول إلى تحديد الاحتياجات وأولوياتها وإمكانات التنفيذ ووضع خطة عمل مقسمة على مراحل زمنية.

وكان الجديد في مشروع تنمية قرى ضفاف النيل هو التنسيق بين مخططات الأنشطة الاجتماعية وبين الأعمال الهندسية والإنشائية المقترحة في هذه المناطق، بحيث يتكاملان سويا في خدمة الهدف العام لتحسين حياة السكان من خلال التنمية الشاملة المستدامة.

وحرصاً من الهلال الأحمر المصري على استدامة المشروع تم تشكيل لجان استشارية من أهالي القرى للمساهمة في مرحلة التخطيط ثم في متابعة التنفيذ، بهدف تعميق إحساسهم بملكيتهم للمشروع ومسئوليتهم عنه، ولتأهيلهم على تسلم دفة العمل تدريجيا من مسئولي الهلال الأحمر المصري.

وقد أنجز المشروع عدة أنشطة مجتمعية منها ما تم توجيهه للمجتمع المحلي ككل مثل: أنشطة تحسين البيئة والنظافة والتشجير، والخدمات البيطرية والصحية، والتوعية في المجالات الصحية والبيئية والبيطرية.

فيما تم استهداف فئات معينة كالمرأة والشباب من بعض الأنشطة حيث تم إقامة 65 نادي للمرأة و49 مركز لتدريب الشباب والفتيات على المهن والحرف المختلفة، وتم إنشاء 56 نادي ثقافي واجتماعي و55 مكتبة للشباب، كما تم محو أمية 17 ألف ومائة دارس (أغلبهم من الإناث) وتدريب 15 ألف وسبعمائة شاب (ثلثاهم إناث) على حرف مدرة للدخل، أما الأطفال فقد تم توفير لهم الحضانات ودور الرضع. كما ساهم الهلال في توفير الدعم الذاتي بالمجتمعات المحلية حيث تم تدريب الفتيات على الإسعافات الأولية والشباب على أعمال الإنقاذ والدفاع المدني للخدمة السريعة لمشكلات مجتمعهم.

ومن جانبه، عمل الهلال الأحمر المصري على دعم العمل الأهلي إذ تم المعاونة في تأسيس عدد من الجمعيات المحلية وشُعب للهلال بالقرى.

أنشطة الهلال الأحمر