استراتيجية الهلال الأحمر فى مواجهة الكوارث

إذا كانت الكارثة هي كل حدث مفاجئ يشكل تهديد على مستوى الحياة أو الصحة أو الممتلكات أو البيئة أو كلهم مجتمعين فإن اعتماد استراتيجيات مناسبة للتخفيف من آثار الكوارث والتقليل من مخاطرها بل وللإنذار المبكر بحدوثها في بعض الأحيان هو دور رئيسي تلعبه جمعيات الصليب والهلال الأحمر حول العالم.

وبدوره، يعمل الهلال الأحمر المصري على الحد من مخاطر الكوارث عبر استراتيجيته لمواجهة وإدارة الكوارث القائمة على ثلاثة محاور هي: التأهب للكوارث، ومواجهتها، واستعادة القدرات والتأهيل وهي كالآتي:

أولاً: التأهب للكوارث

يضع الهلال الأحمر المصري خطة تفصيلية لمواجهة الكوارث تعتمد على نوع الكوارث المحتملة، والأماكن الأكثر عُرْضَةٌ لحدوث الكوارث، والامكانات والقدرات المتوافرة، ولما كان دور الهلال مكملا لدور الدولة حيث يتمتع بعضوية اللجنة العليا للدفاع المدني واللجان الفرعية بالمحافظات فإن الخطة الموضوعة لابد أن تتماشى مع الخطة العامة للدولة.

ولتحقيق أفضل نتائج ممكنة يسترشد الهلال الأحمر المصري ببعض المعدلات والخطط الموجودة ببعض البرامج الدولية للعمل في مواجهة الكوارث مثل: برامج التأهب للكوارث وقياس مواطن الضعف والقدرات، ومدونة السلوك وبرامج "Sphere" المعنية بإدارة الكوارث ومعالجة الصدمات، بالإضافة إلى إجراء محاكاة لوقوع الكوارث ""Simulation exercises لوضع الأفراد في حالة تشبه حدوث الكارثة والتعرف على النقاط التي تحتاج للمعالجة لرفع مستوى الأداء.

ويعتمد تنفيذ خطة الهلال الأحمر على عدد من المحاور:

  • توفير القوى البشرية:

عبر تحفيز الشباب على العمل التطوعي والأنشطة الإنسانية ومواجهة الكوارث، وتشجيع انضمام الأعضاء والمتطوعين لجمعية الهلال الأحمر المصري، وذلك من خلال:

  • إنشاء نوادي شباب تابعة للهلال الأحمر المصري تقدم أنشطة رياضية وتثقيفية وترفيهية بحيث تكون أماكن جذب للشباب، وتشكّل هذه الأندية من بين أعضائها فرقًا للإغاثة والإسعاف الأولى.
  • نشر فكرة التطوع بين أفراد المجتمع عموماً لمواجهة الطوارئ والكوارث، وتدريبهم على كيفية تقديم الخدمات وتنسيق العمل لإمكان الاستفادة منهم بعد إعدادهم.
  • تقديم برامج تدريبية دورية للعاملين بالهلال وأعضائه ومتطوعيه ولقطاعات مختلفة من المجتمع لنشر وتقوية الوعى بالقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وعمليات الإغاثة وكيفية مواجهتها وسرعة الاستجابة لها.
  • توعية الفئات المستهدفة وتعميق الوعى لدى المجتمع بالمخاطر المحتملة من الكوارث للحد من خطورتها.
  • توفير قاعدة بيانات لهؤلاء الأعضاء والمتطوعين والشباب وكيفية الاتصال بهم، مع مراعاة تحديث البيانات، وتنفيذ برامج تنشيطية في مجالات التدريب المختلفة.
  • توفير مهمات الإغاثة المختلفة وتوزيع أماكن تخزينها جغرافياً مع مراعاة المناطق الأكثر عرضه للكوارث.
  •  تعزيز وسائل النقل في المركز العام والفروع لسرعة الاستجابة لمواجهة أي كارثة.
  •  تعزيز وسائل الاتصال بين المركز العام للجمعية وبين الفروع والشعب (تليفونات-  فاكسات- بريد إلكتروني...).
  •  تشجيع التبرع بالدم حيث يمتلك الهلال الأحمر المصري ستة بنوك دم تم تزويدها بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تضمن سلامة الدم، وهذه البنوك على أهبة الاستعداد للعمل 24 ساعة عند الكوارث.
  •  التنسيق مع الأجهزة التنفيذية ومع المؤسسات الأهلية الأخرى والمنظمات الدولية بما يكفل التعاون وسرعة تبادل المعلومات.
  •  عمل اتفاقات مع الجهات المعنية لتسهيل النواحي الشكلية والإجرائية والجمركية.
  •  الحفاظ على قنوات الاتصال وتبادل المعلومات مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومع كثير من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لتسهيل العمل المشترك على الصعيد الدولي.

ثانياً: مواجهة الكوارث

عند حدوث الكوارث، يعمل الهلال الأحمر المصري عبر سلسلة من الخطوات هي:

  •  تقييم الاحتياجات وتنسيق عمليات الاستجابة بالسرعة والفاعلية المطلوبة على ضوء نوع الكارثة وحجم الخسائر الناجمة عنها.
  •  وضع الخطط السابقة الإعداد محل التطبيق.
  •  تنظيم غرف عمليات تعمل على مدار اليوم في المركز العام والفروع.
  •  استدعاء كوادر الهلال الأحمر المصري من أعضاء ومتطوعين وشباب للمشاركة في مختلف المهام.
  • تقديم المهمات الإغاثية من الرصيد المتوفر بالمخازن المختلفة ثم من السوق المحلى وتعزيز الفروع.
  • إقامة وتنظيم أماكن الإيواء المؤقت عند الاقتضاء وذلك بالتنسيق مع الجهات الأخرى.
  •  التعرف على الفئات والأشخاص الأكثر تضررًا أو الذين لديهم ظروف خاصة.
  • البحث عن المفقودين ولم شمل الأسر.
  •  تقديم الرعاية الصحية من خلال مستشفيات وعيادات الهلال الأحمر المصري واستقبال المصابين.
  • تشغيل بنوك الدم على مدار اليوم وتحفيز المواطنين للتبرع بالدم عند الحاجة.
  • استقبال تبرعات المواطنين والجهات المختلفة سواء كانت نقدية أو عينية.
  • معاونة السلطات في مواجهة الكوارث والأزمات.
  • التعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية والجمعيات الاهلية المحلية.
  • زيارة المصابين بالمستشفيات وتقديم الدعم النفسي لهم ولذويهم.
  • فتح قنوات الاتصال مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية الأخرى .

ثالثاً: استعادة القدرات والتأهيل

يستهدف الهلال الأحمر المصري خلال هذه المرحلة فئتين:

أولاً: المتضررون

يساعد الهلال المتضررين من الكوارث في استعادة حياتهم الطبيعية من مختلف النواحي الصحية، والاجتماعية، والنفسية عبر:

  • متابعة إعادة أعمار المناطق التي أصيبت بأضرار والعمل على عودة مناخ وظروف الحياة الطبيعية.
  • إتاحة فرص عمل للمتضررين كلما أمكن طبقًا لقدراتهم وإمكانياتهم بعد تدريبهم وتأهيلهم مهنيًا .
  • المساهمة في رعاية الفئات الأكثر احتياجًا.

ثانياً: الجمعية

يعمل الهلال الأحمر المصري على استعادة قدراته الذاتية من خلال:

  • استعاضة القدرات والإمكانات التي استنفدت.
  • تقييم الأداء والتعرف على مواطن القوة والضعف.
  • تطوير خطط العمل لتحسين الأداء.
  • استمرار تدريب العاملين والمتطوعين والأعضاء.
  • الإعلان عن أنشطة الجمعية تحقيقاً لمبدأ الشفافية والمصداقية في العمل.
  • استقطاب الدعم والمناصرة من الجهات المانحة لاستمرارية تنفيذ الأنشطة وتحقيق الأهداف.

دور الهلال الأحمر المصري على المستوى الدولي

يساهم الهلال الاحمر المصري بصفته عضوًا في الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر في تقديم المساعدات الانسانية في حالات الكوارث على مستوى العالم، وذلك طبقًا للنداءات التي ترد من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويتم تنفيذ ذلك من  خلال مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (اللجنة الدولية للصليب الأحمر- الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر- الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر). كما يتعاون الهلال مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر خاصة في مناطق النزاعات المسلحة.

أنشطة الهلال الأحمر